بداية أقول :إنه ليس غرضي من هذا الموضوع هو إثارة الشهوة،فلا تدورن في رأسك الدوائر،وإنما أردت تسليط الضوء على موضوع حساس أهمله خلق كثير..
إن موضوع العلاقة الجنسية بين الزوجين،موضوع أفرده علماؤنا بالإهتمام الدقيق قديما وحديثا لما له من حساسية بالغة..وإنما رفض البعض الحديث عنه بدعوى أن ذلك يخدش الحياء وليس من خلق الإسلام وكأنه أحسن خلقا وأوفر حياء من الصحابة اللذين كانوا يتقصون ذلك لا بل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تزخر سنته بإرشادات وتوجيهات بخصوص الحياة الجنسية..بل إني أقول بكل تأكيد إن الغرب إنما إسترشد بتوجيهات الإسلام بخصوص طريقة الجماع السوية بين الزوجين وهو ما أهمله معظم المسلمين اليوم كما أهملوا دينهم بالكلية..
إن إهمال حق الزوجين في استمتاع بعضهما ببعض من أكثر أسباب الطلاق والخيانة وفشل العلاقة الزوجية،ومن أهم أسس الزواج الناجح التوافق الجنسي بين الزوجين. وهذا التوافق يعمق الصلة ويثري العلاقة الحميمة بين شريكي الحياة. ومن حق الزوج أو الزوجة شرعا طلب الطلاق إذا لم يشبع أحدهما الآخر،إما لعيوب خِلقية ككبر الذكر أو اتساع الفرج أو صغرهما. .على النحو الذي يسبب ألما للزوجة أو عدم إشباع لكلا الزوجين..هذا نموذج فقط،ولا أريد أن أطيل في تأصيل المسألة ففقهاؤنا تناولوا الأمر بدقة متناهية وحسبي أن أكرر ما قالوه..ولأشرع في بيان طريقة الجماع السليمة والتي تحقق لذة لاتوصف لكلا الزوجين وذلك حتما مما سيجعل رابطة الزوجية متينة قوية..ولتحقيق هدف التوافق لا بد من التواصل الجيد بين الزوج والزوجة والإعراب الصريح عما يشعر به كل واحد منهما أثناء ممارسة الجنس بحيث يعرف كل منهما ما يمتع الآخر ويشبع رغبته ويصل به إلى أعلى درجات النشوة..
تحدث العلماء عن طريقة الجماع هذه وقالوا إن أحسن هيآته أن تستلقي المرأة فيعلوها الرجل،ثم يأتي في الدرجة الثانية،إستلقاء الرجل والمرأة عليه راكبة وفرجها على ذكر الرجل بالطبع،والثالثة أن يقعدا معا والرابعة أن يقوما..وكل هذا يأتي بعد الملاعبة التي أشار لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث،والملاعبة هي كل مقدمات الجماع من كلام لا يقال إلا بين الزوجين ويجب أن يكون مثيرا..فمن بين الوسائل - كما يقول خبراء العلاقات الزوجية- استخدام الكلام السافر الصريح جدا دون خجل ودون مواربة،ثم تقبيل وعض على الخدود ففي الحديث:"هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتعضها وتعضك"،ومص للسان والشفتين،ولمس باليدين،فعلى الزوج أن يفعل كل ذلك مع زوجته حتى إذا رأى احمرار وجهها وتغير هيأة عينيها ونفسها العميق،جعلها تستلقي برفق ،هذا بعد نزعهما لثيابهما فلا يكمل الجماع في الثياب،ثم يستمر في التقبيل واللمس وتحريك الثديين والحالب،تم يحك ذكره بفرجها فإذا تحركت المرأة وطلبت إلتزام الرجل أولج ذكره واستمر،ولابد للرجل ألا يعجل في طلب اللذة الكبرى والمرأة لم تصلها بعد بل لابد أن تتزامن لذة الرجل مع لذة المرأة،لأن طابع المرأة هو البطء في حصول اللذة أو الرعشة الكبرى فعلى الرجل إذا خرج منه المني ألا يخرج ذكره حتى تنال المرأة حقها أيضا،ومن النادر أن تسبق المرأة الرجل،فإذا سبقته تحملت زوجها إلى أن يفرغ..
هذا باختصار لب الموضوع،وفيه رد كاف عن أولئك الذين يقولون إن شريعة الإسلام لا تعرف سوى الصرامة والعمل المضني،وليس فيها ما يبهج النفوس..ألم يقل الله تعالى :"ماجعل عليكم في الدين من حرج"..ثم إن هذه السطور جد قليلة في حق الموضوع،فالحياة الجنسية بين الزوجين ألفت فيها كتب مستقلة حتى غدت العلاقة الحميمية بينهما فنا من الفنون وعلما شرعيا له قواعده..لكن مع الأسف الغالبية الساحقة من المسلمين اليوم يجهلون الموضوع،وهو الأمر الذي يقود بعض المتزوجين منهم إلى لهث دائم وراء إشباع لم يجده مع زوجته أوزوجها،ولعل كل شرع شرعه الله من وراءه حكمة،والحكمة من وراء فتح الباب أما الزوجين في ممارسة الجنس بالطريقة التي تحلو لهما باستثناء الجماع وقت الحيض أو الجماع في الدبر،أي إيلاج الذكر في حلقة الدبر،لاتخفى عن العقلاء..بل حتى إذا حاضت المرأة يجوز للزوج التمتع بها في ماسوى الفرج..فافهم!!،وأعود وأقول إن كل هيأة أو أي شيء آخر بين الزوجين جائز باستثناء ما أشرت إليه،فعلماؤنا سئلوا هل يجوز للزوج تقبيل أو لحس فرج زوجته أو تقوم المرأة بذلك لزوجها،أو يطالب الزوج زوجته بعمل معين أثناء الجماع كأن تنخرأو ترتدي لباسا مثيرا للشهوة..كل ذلك يجوز لأنه من المساكنة بين الزوجين..قال تعالى:"هو الذي خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"وقال جل جلاله:"هن لباس لكم وأنتم لباس لهن"..صدق الله العظيم وكذب من أنكر هذا..والسلام.